تونس-افريكان مانجر
أثار انقطاع التيار الكهربائي على كامل البلاد التونسية تساءل العديد من المواطنين حول حقيقة العطب الفني التي تسبب في “إغراق تونس في الظلام ” و حقيقة ما راج من إشاعات حول وقوف جماعات إرهابية وراء هذا العمل .
و باستفسارنا عن هذه الفرضيات نفى مصدر مسؤول بالشركة التونسية للكهرباء و الغاز “لافريكان مانجر ” إمكانية وقوف أيادي إرهابية وراء هذا العطب مؤكدا بان كل شيء مؤمن من قبل مركز التحكم و أن ما حدث هو مجرد عطب فني في “شبكة النقل “الخاصة بتوزيع الكهرباء .
عدم ارتباط المولدات بعضها البعض
و قال مدير التحكم في منظومة انتاج و نقل الكهرباء بالشركة التونسية للكهرباء و الغاز, الحبيب بن جمعة, في تصريح لافريكان مانجر ان المولدات الكهربائية في تونس ليست مرتبطة بعضها البعض على مستوى الإنتاج و انه يوجد حوالي ال40 مولدا موزعا على كامل تراب الجمهورية مرتبطة ببعضها البعض عبر شبكات للنقل .
و أوضح بن جمعة بأن إنتاج الكهرباء يتم في المولد ثم يتم تمريره عبر شبكات النقل او الربط لإيصاله إلى المواطنين قائلا بأن هذه الشبكة تمتد على حوالي 6000 كلم و هي شبكة طويلة جدا تمتد على كامل تراب الجمهورية .
العطب في شبكة النقل بقرب مولد سوسة
و أشار محدثنا في السياق ذاته الى أن العطب الذي تسبب في انقطاع الضوء على جميع أنحاء البلاد يعود إلى خلل طرأ نتيجة لعوامل طبيعية مناخية “عاصفة ” جدت بقرب اكبر مولد للكهرباء في تونس والموجود بجهة الساحل و بالتحديد بولاية سوسة .
و قال بان هذا المولد يوفر ثلث حاجيات البلاد وان على اعتبار أهميته و قرب العطب لمكان تواجده فان بقية المولدات لم تتمكن من تحمل “الطلب ” مما تسبب في إيقاف بقية المولدات و بالاطاحة بكامل المنظومة.
و قال بن جمعة إن شبكة الكهرباء في تونس لديها محطات توليد كبيرة و مهمة على غرار مولد سوسة و رادس تأثر مباشرة على الإنتاج و أخرى صغيرة ليس لديها تأثير كبير أو مباشر على الانتاج أو التوزيع .
و في ذات السياق، أكدت وزارة الصناعة في بيان توضيحي لها أن الحادث، ناتج عن انقطاع سلك على مستوى شبكة نقل الكهرباء ذات الجهد العالي (KV 225) مما أدى إلى تماس كهربائي ونتيجة لعطل ميكانيكي على مستوى العازل (Disjoncteur) توقفت محطة إنتاج الكهرباء المتواجدة بسوسة بصفة آلية. وحسب ما تقتضيه منظومة التحكم فإن كل المحطات الأخرى توقفت تباعا عن الإنتاج.
لا وجود لعملية إرهابية وراء قطع الكهرباء
و حول إمكانية وجود “عمل إرهابي وراء هذه العملية” أكد مصدرنا أن ذلك “مستحيل “و أن كل شيء مؤمن و يتم التحكم فيه ومراقبة كامل المولدات عن طريق مركز التحكم قائلا بأنه :”العطب فني بحت حصل في سنوات ال1996 و 2002 ” مشيرا الى ان منظومة التحكم هي منظومة سرية و لا يعرف اسرارها الجميع .
من جهتها أكدت وزارة الصناعة أن “هذه الحادثة ليست بفعل فاعل أو نتيجة مؤامرة مدبرة أو إرهاب ولا تمت بأية صلة بالتلويح بالإضراب من قبل الجامعة العامة للكهرباء والغاز”.
و تحدث مسؤول الستاغ عن الانقطاع الكلي للكهرباء (Black out) و قال بأنه حادث تتعرض له العديد من البلدان على غرار الولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا واسبانيا وغيرها من البلدان المتقدمة تقنيا، ويعتبر أمرا واردا بالنظر لتكامل وتعقيدات منظومة إنتاج ونقل الكهرباء.
و نوه بن جمعة إلى ان الشركة التونسية للكهرباء و الغاز تعمل يوميا على تحسين منظومتها الحمائية من الاعطاب التي تحدث تقريبا بصفة يومية إلا أن هذا العطب الأخير كان قريبا من المولد مما تسبب بإضرار بكامل مسار التوزيع .
فتح تحقيق
و أشار محدثنا في الختام إلى انه سيتم فتح تحقيق في الحادثة عن طريق إعادة النظر في كامل تسجيلات الفيديو الموجودة بالمولدات بمختلف الجهات كما سيتم إعادة النظر في “التخطيطات ” التقنية الخاصة بكل مولد وسيتم تقديم تقرير عام حول الحادثة بحسب تعبيره .
مها قلالة